خفف فوز المنتخب الأرجنتيني على مضيفه الألماني أمس بهدف واحد للاشئ من حدة الأجواء داخل فريق التانجو ، في الوقت الذي أعاد فيه التأكيد على أنه "منتخب دييجو مارادونا"، أيا ما كان مستواه أو نتائجه.
وقال المدير الفني في ميونيخ عقب مباراة أمس على ملعب "أليانز أرينا" هذه هي بداية الفريق الذي أريده".
وإذا كان من المؤكد أن المباراة الودية أمام ألمانيا كانت هي التجربة الأصعب قبل انطلاق كأس العالم ، فمما لا شك فيه أن المنتخب الأرجنتيني قد تجاوزها ، حتى ولو كان مارادونا قد بالغ لدى وصفه اللقاء بأنه "كإحدى مباريات دور الثمانية لكأس العالم".
وبعد مسيرة طويلة ومتقلبة بدأت بالفوز على أسكتلندا 1/ صفر في تشرين ثان/نوفمبر عام 2008 ، ترك المنتخب انطباعا بأنه قد خلف وراءه بعض الصعوبات التي واجهها في مباريات سابقة ، ما يجعل الكثير من الانتقادات التي تعرض لها تتحول الآن إلى مميزات.
وعلى سبيل المثال ، بعد أن كان مارادونا يواجه انتقادات بتسببه في عدم استقرار الفريق عبر استدعاء 102 لاعبا خلال فترة توليه المنصب ، بات ينظر إلى ذلك الآن على أنه في إطار حق المدير الفني في التجربة والتريث قبل الاختيار.
لذا اعتبر أنخل كابا المدير الفني السابق لنادي أوراكان أنه من "حسن حظ" مارادونا أن يتمتع المدير الفني بهذا العدد من المهاجمين أصحاب المستوى المتميز (ميسي وهيجوين وميليتو وباليرمو). وأوضح "دييجو لا يتمتع فقط بفرصة اختيار كبيرة ، بل كذلك بإمكانية تحقيق التفاهم بين اللاعبين".
وحذر كابا من أن المجموعة كانت بحاجة إلى امتلاك "هوية" خاصة ، معتبرا أن صناعة هذه الهوية لابد أن تتم من الآن وحتى انطلاق كأس العالم.
وترك الفوز على ألمانيا إحساسا الآن بأن مارادونا يقترب من بلوغ كأس العالم بفريق يمكنه اللعب بشكل فريد. فمباراة أمس لم تكن مواجهة قدرات فردية ، بل خططية ، رغم وجود ليونيل ميسي الذي أثبت مرة أخرى أنه مع المنتخب يختلف تماما عن حضوره المتألق مع نادي برشلونة.
وأعرب اللاعبون عن رضاهم بعد نهاية المباراة.
وقال جونزالو هيجوين محرز هدف الفوز الوحيد "قدمنا مباراة كبيرة أمام منتخب كبير". أما قائد الفريق ولاعب خط وسطه خافيير ماسكيرانو فرأى أن الأرجنتين "لعبت بحضور وثقة".
ويمكن أن تطرح للنقاش فكرة إذا ما كانت ألمانيا قد قدمت مباراة ضعيفة ، أم أن الأرجنتين هي التي تمكنت من تحييد أدائها عبر أسلوبها الخططي كما قال مارادونا.
أيا ما كان الأمر ، فقد أعرب لاعبو المنتخب الأرجنتيني عن ضرورة مواصلة تحسين أدائهم. وقال لاعب الوسط المخضرم خوان فيرون "ما نحتاج إليه هو اللعب سويا لفترة ، وهو أمر جوهري في كرة القدم".
ولا يزال الهجوم من العمق أحد نقاط ضعف الفريق ، كما تستمر بعض الشكوك في الدفاع. واعترف مارادونا بذلك بنفسه: "حصلنا على نتيجة رائعة ، في مباراة رائعة ، لكن لا يزال أمامي وقت كي أقرر قائمة الفريق" التي تشارك في كأس العالم.
الأمر الذي تأكد في ميونيخ هو أنه دون مارادونا وحتى لو ظلت بقية الأسماء كما هي فإن المنتخب الأرجنتيني سيكون فريقا آخر. فمارادونا لا يزال يعتمد بشكل كبير في عمله على شهرته ، أو ما أسماه قائد المنتخب الألماني مايكل بالاك "العظمة الشخصية"، ويبدو أنه قصد منه شرا لم تستوعبه وسائل الإعلام الأسبانية بالقدر الكافي.
واعتمد مارادونا من جديد على كونه بطل العالم عام 1986 ومصدر الفرحة للجماهير الأرجنتينية. وقال المدير الفني بعد الفوز "الفتيان استوعبوا رسالة أننا لم نفز بالبطولة منذ 24 عاما".
وهتفت الجماهير الأرجنتينية المحدودة في ميونيخ طيلة اللقاء باسم المدرب ، وسط صمت ألماني أغلب أوقات المباراة. وربما كان مارادونا هو المدير الفني الأوحد في العالم الذي تتغنى الجماهير باسمه بنفس قدر اللاعبين وربما أكثر منهم.